بالفيديو.. زويل فى خطابه للشعب المصرى: لم
نكمل الثورة حتى الآن ولابد من الخروج إلى حالة النهضة.. يجب أن يتحد الشعب
لإنجاح الانتخابات البرلمانية.. ومشروع مدينة زويل ليس ربحيا
الأحد، 30 أكتوبر 2011 - 04:36
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أكد العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، أنه سعيد بحديثه إلى الشعب
المصرى العظيم، من خلال التليفزيون المصرى، قائلا: "سعيد بحديثى اليوم إلى
الشعب المصرى العظيم، ولقد تحدثت إليكم بعد أيام قليلة من ثورة 25 يناير،
من خلال بيان أذيع للشعب المصرى على قناة دريم وقناة الجزيرة، وطالبت بوضوح
بتنحى الرئيس حسنى مبارك، وكنت بين أبناء هذا الشعب، ثم التقيت بعد ذلك
بشباب الثورة، وكانت الفرحة الكبرى يوم التنحى فى 11 فبراير، وكان لى الشرف
أن أتحدث من هذا المكان فى أول يوم بعد التنحى، يوم 12 فبراير، على
التليفزيون مباشرة إليكم".
وأشار زويل، إلى أنه بعد التنحى عاش الفرحة والبهجة مع أبناء الشعب المصرى،
قائلاً : "أتذكر فى صورة لاتنسى، بكاء الفرحة، من جميع طوائف الشعب،
المتطلع إلى أمل جديد وفجر جديد ولمصر الجديدة".
وأوضح زويل السبب الذى جعله يلقى حديثه، قائلاً : "بعد شهور قليلة من هذه
الثورة المجيدة، أجد نفسى الآن، أن البهجة تتراجع والأمل لم يبق كما كان،
وهذا هو سبب حديثى".
وتابع زويل حديثه قائلاً: "فى تاريخنا الحديث، شهدت مصر أربع ثورات، هذه
الثورات كانت من أجل إخراج مصر من وطأة احتلال أجنبى، أو من أجل تغيير
سياسى، وحياة أفضل، وكانت ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة حضارية،
ألهمت العالم أجمع، وثورة إلكترونية، استخدمت أحدث ما توصلت إليه
التكنولوجيا، كما أنها كانت ثورة شاملة، التحم فيها الجيش مع الشعب،
والمسلم مع المسيحى، والكبار مع الصغار، ولكنها كانت بدون رئيس، وهو ما أدى
إلى خلافات سياسية، وفى تاريخ كل الشعوب، تمر الثورات بمراحل صعبة".
وشبه زويل الوضع الحاصل فى مصر بمريض السرطان الذى تم استئصال مرضه، ولكنه
مازال موجودا فى بيئة تملؤها البكتيريا، حيث قال: "أشبه هذا الوضع بأن
مريضاً، كان عنده سرطان فى المخ، وجاء بعض الأطباء العظام، وبدأوا فى
استئصال هذا الورم، ثم نجحوا فى استئصاله، ولكن المريض موجود فى مستشفى
ملوثة، ولا يمكن لهذا المريض أن يكتمل شفاؤه إذا كانت البكتيريا على ما هى
عليه".
وعن النجاحات التى حققتها الثورة حتى الآن قال زويل: "أعتقد أن هناك نجاحات
حدثت، نتيجة هذا الاستئصال، فمصر الآن تحاكم صناع الفساد، وأصبح العالم
أجمع يحترم الإرادة المصرية، ومصر الآن سيحكمها رئيس لا يمكن أن تزيد مدته
على أربع سنوات لفترة واحدة، وأكبر مدة هى ثمانى سنوات، مصر الآن تحلم
بمستقبل جديد فى التعليم والإنتاج القومى على المستوى العالمى".
وواصل زويل حديثه قائلاً: "أعلم أننا حتى الآن لم نكمل مثيرة الثورة، ولابد
من القضاء على البكتيريا حتى يستطيع المريض أن يصحو ويتحرك ويقدر على
الإنتاج، وأن يستطيع العيش فى حياة كريمة".
وأشار زويل إلى النجاحات التى لم تتحقق بعد، وأنه لابد من العمل على نجاحها
قائلاً: "هناك أشياء ينبغى نجاحها، الانتخابات وآلياتها، الدستور الجديد
ومحتوياته، الأمن الداخلى والاستقرار، الوضع الاقتصادى، وقانون الطوارئ،
وحرية الفرد والإعلام وخلافه".
واستطرد زويل حديثه قائلاً: "نحن أمام خيارين إما أن نترك البكتيريا تنتشر
ونترك المريض، أو نشارك فعلياً فى القضاء على البكتيريا، وهذا لن يحدث إلا
إذا تجمعت القوى الشعبية على انتقال مصر إلى الديمقراطية".
وعن الانتخابات البرلمانية القادمة قال زويل: "حان الوقت أن تتحد مصر لنجاح
الانتخابات القادمة، والمشاركة الفعالة بأكبر عدد ممكن من المصريين، يقدر
بعدد 50 مليون، يمكن للمصريين أن يشتركوا فى هذا، لأن وصولنا إلى مجلس
الشعب بالطريقة الديمقراطية الحقيقية، هى الخطوة الحقيقية للوصول بمصر إلى
الديمقراطية، ولا داعى للخوف فى تركيبة المجلس، سواء إخوان مسلمين، أو
فلول، فكل بلاد العالم بما فيها أمريكا يوجد بها اليمين المتحفظ، فأكثر من
30% فى أمريكا من اليمين المتحفظ، وأرى أن الأساس فى هذه العملية هو التحول
الديمقراطى، فالمصريون إذا لم يعجبهم مجلس الشعب القادم، فإنهم قادرون على
تغييره، وإذا لم يعجبهم رئيس الجمهورية القادم، فإنهم يستطيعون تغير رئيس
الجمهورية، إذا كان لدينا ديمقراطية حقيقية".
وأضاف زويل خلال حديثه: "بنجاحنا فى عملية الانتخابات، نكون انتهينا من كل
أطياف البكتيريا، وانتهت العملية فى استئصال الورم، ونجحنا فى جعل المريض
يبدأ حياة كريمة، ويبدأ فى عملية الإنتاج".
وأكد زويل، على أنه بعد نجاحنا فى إتمام العملية الانتخابية بنجاح والعبور
إلى الحياة الديمقراطية من خلال اختيار مجلس شعب على أساس سليم، ستظل هناك
مشكلة قائمة، كاشفاً عنها بقوله: "بعد نجاح الانتخابات، نكون قضينا على
البكتيريا، لكننا مازلنا لم ننجح فى تغيير العقل والفكر، فلمدة 30 سنة كان
التعليم والتفكير جزءا أساسيا من الحياة المصرية، وبالتالى لا يمكن تغيير
الفكر إلا بالعلم والبحث العلمي، ولا أرى طرق أخرى لتغيير مصر، إلا إذا
تجمع الشعب المصرى بالكامل حول مشروع قومى".
وفى حديثه عن تاريخ الحضارة المصرية الممتدة منذ 6 آلاف عام، قال زويل:
"هناك 4240 سنة قبل الميلاد، كانت هذه البلد أول من عرّف بدقة معنى الزمن،
وهو أساس التقويم الزمنى حتى وقتنا هذا، وكان لى الشرف بعد 6000 سنة، أن
أكون مشتركا فى تقسيم الزمن، حيث قمنا بتقسيم الثانية إلى مليون من البليون
من الثانية، لرؤية بعض التفاعلات التى تحدث فى الطبيعة".
وسرد زويل عصور الحضارة المصرية، وأبرز الشخصيات فى كل عصر، التى كانت لها
نظريات وتجارب، والتى استفاد منها الغرب، فى النهضة العلمية والصناعية،
خصوصا الحسن بن الهيثم الذى عاش فى مصر فى زمن الحضارة الإسلامية، والذى
ساهمت نظريته فى وجود علم"التصوير" الموجود فى العالم الآن.
وأسهب زويل فى الحديث عن تاريخ مصر الحديث، الذى بدأ بتولى محمد على حكم
مصر، وكيف استطاع الوالى الأمى، النهوض بمصر، لا لشىء سوى أنه عرف قدر
العلم فى الوصول إلى التقدم ونهضة الأمم، حيث قال: "كان لدينا رفاعة
الطهطاوى، والشيخ محمد عبده، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وفى
الفن أم كلثوم وعبد الوهاب، وفى العلم، الدكتور مصطفى مشرفة، والدكتور أحمد
مصطفى، كما أنه كانت هناك مؤسسات عريقة، فجامعة القاهرة يمتد تاريخها
لأكثر من100 عام، ومؤسسة الأهرام من أكبر المؤسسات فى مجال الطباعة، وعلى
مستوى السينما، كنا روادا فى صناعة السينما والمسرح، كل هذا جاء نتيجة لما
عمله محمد على، لأنه تفهم دور العلم الأساسى فى النهضة، على الرغم من أنه
كان أميا".
وتحدث زويل عن عصره وجيله قائلاً: "أما عن جيلى، فنحن جئنا بعد ثورة 52،
وكنا نحلم ببناء السد العالى، وبناء صناعات ضخمة، مثل الحديد والصلب،
والمفاعل النووى، والتعليم لم يكن سيئاً ونحن تعلمنا جيداً فى مصر".
وعن دور مصر الريادى قال العالم المصرى الكبير: "كنا قوة عظيمة فى المنطقة،
ولكن لا يمكن أن ننسى هزيمة 67، وأعلم جيدا الكسرة والنكسة التى أصابتنا،
ولكن عظمة مصر، أننا فى 6 سنوات، انتصرنا فى حرب عظيمة، هى حرب أكتوبر
1973".
وفى معرض حديثه عن المشروع النهضوى لمصر قال زويل: "لابد من النهوض
بالمشروع القومى، ولابد من الخروج من حالة الثورة إلى حالة النهضة، وذلك من
خلال ثلاثة أشياء، أولا الحكم الرشيد، فلابد من إنشاء المؤسسات
الديمقراطية الحقيقة فى مصر، ونتحد على أن نساعدها على النجاح، ثانياً
النهضة العلمية، فلا يمكن أن ندخل بوابة القرن الواحد والعشرين من غير أن
نصنع نهضة علمية بحثا علميا، ثالثا المجتمع المصرى، فلابد من استخدام الطرق
الحديثة فى عملية تحديث الإعلام والثقافة".
وتسائل زويل، لماذا نريد عمل نهضة علمية؟.. مشيرا إلى أن هناك من يقول إن
مصر بلد فقير لا يمكنه عمل أبحاث علمية، مؤكدا أن البحث العلمى الذى أدى
إلى اكتشاف الإلكترون فى القرن ال19، هو الأساس للكمبيوتر والترانزيستور
الموجدين الآن، وأنه يقدر إنتاج العالم المعرفى الآن نتيجة هذا الاكتشاف،
ب70% من إنتاج العالم الاقتصادى.
وفى معرض حديثه عن مشروعه العلمى (مدينة زويل للعلوم) قال كبير العلماء
العرب: "كى نبنى مشروعا بهذا الحجم وبهذا التعقيد، لابد من وجود ما أسميه
بالثلاثية التركيبية، وهى التركيبة الأكاديمية، والتركيبة القانونية،
والتركيبة المادية، والجامعة لن تستوعب أكثر من 5 آلاف طالب".
وعن ماهية وطبيعة العلوم التى ستدرسها الجامعة والمعاهد العلمية والبحثية
الملحقة بها، أشار زويل بقوله: "أمثلة لبعض هذه المعاهد، معاهد العلوم
الطبية، فلا يمكن لبلد مثل مصر، مليئة بالمشاكل الصحية، ألا يكون لديها
أفضل ما توصل إليه العلم فى العلوم الطبية، كما أنه سيكون لدينا معاهد فى
علوم النانو، كما أن لدينا معاهد متخصصة فى العمل داخل الخلية، كى نعرف
ماذا يحدث بداخلها بأحدث ما توصل إليه العلم، ولا يمكن لبلد مثل مصر تكون
فيها الطاقة الشمسية موجودة طوال اليوم، ولا يوجد لدينا أحدث ما توصل إليه
العلم فى الطاقة".
وأبدى زويل بعض الملاحظات على هذا المشروع قائلاً: "لدى بعض الملاحظات،
أولا هذا المشروع ليس عملية تعليم فقط، إنما تعليم وإنتاج ومعرفة، وهدفنا
رفع الإنتاج المصرى، وبالتالى التواجد على خريطة العالم، ثانيا، وجود مراكز
علمية متميزة، لا يعنى إلغاء المراكز والجامعات الأخرى، ولكننا سنتفاعل
معها لتنهض مصر، ثالثا، هذا المشروع ليس فيه ربح وبالتالى لن ينجح إلا إذا
اشترك فيه كل المصريين".
واختتم زويل خطابه قائلاً: "مصر تستطيع أن تبنى مجدها بالعلم والبناء
والعمل، إذا كنا قد بنينا الأهرام فإننا نستطيع بناء مشروع قومى عظيم، أنا
على يقين تام وتفاؤل بأن مصر ستعود إلى ما كانت عليه، فمصر التى كانت مهد
الحضارات، ولابد أن تنهض مرة أخرى، ولابد من الوحدة الوطنية للنهوض بمصر".
حوار: "على شرف الدكتور زويل فى برنامج ستديو 27".
الضيوف:
المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.
العالم المصرى الدكتور أحمد زويل.
الجراح المصرى العالمى الدكتور مجدى يعقوب.
فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية.
الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى.
الدكتور مصطفى النجار الناشط السياسى، ووكيل مؤسسى حزب العدل.
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، إنه ثبت أن أى إنتاج للعمل
يحتاج إلى انتماء، والانتماء إلى الوطن شىء ضرورى، مشيراً إلى أن كل العالم
استغل روح الثورة المصرية، ماعدا مصر، لافتا أنه لابد من وجود وحدة وطنية،
ليس فى الدين فقط، ولكن بيننا وبين بعض، وذلك لنهضة مصر.
من جانبه قال الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب العالمى، إن المرض الموجود
بطريقة ضخمة جدا فى مصر، هو أننا نفكر كثيرا فى الماضى، ولا نفكر فى
مستقبلنا، وأن أسباب الشعور بالألم، هو أن الناس تشعر بحالة من التوهان،
لافتا إلى أنه خائف على مصر، أن تعود مرة أخرى إلى الوراء.
وفى ذات السياق، قال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، إنه هناك
دائما خط رفيع بين القلق الذى يراه مشروعا وبين الخوف الذى يمكن أن يشل
حركتنا إلى المستقبل، مشيرا إلى أن القلق شىء لابد منه، كى يكون دافعا لنا
إلى المستقبل، وأن الأمل الفصيح جزء من لايتجزأ من المجتمع، كى يسير بنا
إلى العمل الصحيح.
من جانبه قال الدكتور أحمد زويل، كبير العلماء العرب، أنه كان من المستغرب
بالنسبة له، أن تنشأ فى مصر مدينة للإنتاج الإعلامى، ولا ننشئ مدينة لإنتاج
العلوم، مشيرا إلى عدم اعتراضه على إنشاء مدينة للإعلام، ولكن من المهم
جدا أن ننشئ مدينة للعلوم أيضاَ، ولفت زويل إلى أن العلم هو الوسيلة
الوحيدة لرفعة شأن مصر، مضيفاً أنه مقتنع بأن هذه البلد سوف ينجح ويتقدم،
لافتا إلى أنه من خلال لقاءاته بالمشير طنطاوى والفريق عنان، يشعر بأن هناك
حماسا من جانب القيادة السياسية، لإتمام هذا المشروع القومى والنهضوى
بالنسبة لمصر.
وفى سياق الحديث، قالت المستشارة تهانى الجبالى، إنها سعيدة جدا بخطاب
الدكتور زويل، وأن هذا الحوار يذكرها بـ"مفاتيح العمران"، الذى كتبها
العالم العربى ابن خلدون، لافتة إلى أن مفاتيح العمران فى أى مجتمع تكمن فى
احترام العقل والتفكير، والعمل بضمير، وأن تكون سلطة القانون هى التى تحكم
كل الظواهر فى المجتمع.
وفى ذات الشأن قال الدكتور مصطفى النجار، وكيل مؤسسى حزب العدل، إنه متفائل
جدا، وأنه كلما شعر بالقلق على مستقبل مصر، يعود للماضى ويقارن بين مصر
قبل وبعد الثورة، لافتا إلى أن مصر قد تتعثر ولكنها لا تموت، مؤكدا على أن
هناك حالة من القلق والخوف لدى الناس، ولكنه يمتلك اليقين أن مصر ستكمل إلى
الأمام فى إطار سنة التدرج.
نكمل الثورة حتى الآن ولابد من الخروج إلى حالة النهضة.. يجب أن يتحد الشعب
لإنجاح الانتخابات البرلمانية.. ومشروع مدينة زويل ليس ربحيا
الأحد، 30 أكتوبر 2011 - 04:36
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أكد العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، أنه سعيد بحديثه إلى الشعب
المصرى العظيم، من خلال التليفزيون المصرى، قائلا: "سعيد بحديثى اليوم إلى
الشعب المصرى العظيم، ولقد تحدثت إليكم بعد أيام قليلة من ثورة 25 يناير،
من خلال بيان أذيع للشعب المصرى على قناة دريم وقناة الجزيرة، وطالبت بوضوح
بتنحى الرئيس حسنى مبارك، وكنت بين أبناء هذا الشعب، ثم التقيت بعد ذلك
بشباب الثورة، وكانت الفرحة الكبرى يوم التنحى فى 11 فبراير، وكان لى الشرف
أن أتحدث من هذا المكان فى أول يوم بعد التنحى، يوم 12 فبراير، على
التليفزيون مباشرة إليكم".
وأشار زويل، إلى أنه بعد التنحى عاش الفرحة والبهجة مع أبناء الشعب المصرى،
قائلاً : "أتذكر فى صورة لاتنسى، بكاء الفرحة، من جميع طوائف الشعب،
المتطلع إلى أمل جديد وفجر جديد ولمصر الجديدة".
وأوضح زويل السبب الذى جعله يلقى حديثه، قائلاً : "بعد شهور قليلة من هذه
الثورة المجيدة، أجد نفسى الآن، أن البهجة تتراجع والأمل لم يبق كما كان،
وهذا هو سبب حديثى".
وتابع زويل حديثه قائلاً: "فى تاريخنا الحديث، شهدت مصر أربع ثورات، هذه
الثورات كانت من أجل إخراج مصر من وطأة احتلال أجنبى، أو من أجل تغيير
سياسى، وحياة أفضل، وكانت ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة حضارية،
ألهمت العالم أجمع، وثورة إلكترونية، استخدمت أحدث ما توصلت إليه
التكنولوجيا، كما أنها كانت ثورة شاملة، التحم فيها الجيش مع الشعب،
والمسلم مع المسيحى، والكبار مع الصغار، ولكنها كانت بدون رئيس، وهو ما أدى
إلى خلافات سياسية، وفى تاريخ كل الشعوب، تمر الثورات بمراحل صعبة".
وشبه زويل الوضع الحاصل فى مصر بمريض السرطان الذى تم استئصال مرضه، ولكنه
مازال موجودا فى بيئة تملؤها البكتيريا، حيث قال: "أشبه هذا الوضع بأن
مريضاً، كان عنده سرطان فى المخ، وجاء بعض الأطباء العظام، وبدأوا فى
استئصال هذا الورم، ثم نجحوا فى استئصاله، ولكن المريض موجود فى مستشفى
ملوثة، ولا يمكن لهذا المريض أن يكتمل شفاؤه إذا كانت البكتيريا على ما هى
عليه".
وعن النجاحات التى حققتها الثورة حتى الآن قال زويل: "أعتقد أن هناك نجاحات
حدثت، نتيجة هذا الاستئصال، فمصر الآن تحاكم صناع الفساد، وأصبح العالم
أجمع يحترم الإرادة المصرية، ومصر الآن سيحكمها رئيس لا يمكن أن تزيد مدته
على أربع سنوات لفترة واحدة، وأكبر مدة هى ثمانى سنوات، مصر الآن تحلم
بمستقبل جديد فى التعليم والإنتاج القومى على المستوى العالمى".
وواصل زويل حديثه قائلاً: "أعلم أننا حتى الآن لم نكمل مثيرة الثورة، ولابد
من القضاء على البكتيريا حتى يستطيع المريض أن يصحو ويتحرك ويقدر على
الإنتاج، وأن يستطيع العيش فى حياة كريمة".
وأشار زويل إلى النجاحات التى لم تتحقق بعد، وأنه لابد من العمل على نجاحها
قائلاً: "هناك أشياء ينبغى نجاحها، الانتخابات وآلياتها، الدستور الجديد
ومحتوياته، الأمن الداخلى والاستقرار، الوضع الاقتصادى، وقانون الطوارئ،
وحرية الفرد والإعلام وخلافه".
واستطرد زويل حديثه قائلاً: "نحن أمام خيارين إما أن نترك البكتيريا تنتشر
ونترك المريض، أو نشارك فعلياً فى القضاء على البكتيريا، وهذا لن يحدث إلا
إذا تجمعت القوى الشعبية على انتقال مصر إلى الديمقراطية".
وعن الانتخابات البرلمانية القادمة قال زويل: "حان الوقت أن تتحد مصر لنجاح
الانتخابات القادمة، والمشاركة الفعالة بأكبر عدد ممكن من المصريين، يقدر
بعدد 50 مليون، يمكن للمصريين أن يشتركوا فى هذا، لأن وصولنا إلى مجلس
الشعب بالطريقة الديمقراطية الحقيقية، هى الخطوة الحقيقية للوصول بمصر إلى
الديمقراطية، ولا داعى للخوف فى تركيبة المجلس، سواء إخوان مسلمين، أو
فلول، فكل بلاد العالم بما فيها أمريكا يوجد بها اليمين المتحفظ، فأكثر من
30% فى أمريكا من اليمين المتحفظ، وأرى أن الأساس فى هذه العملية هو التحول
الديمقراطى، فالمصريون إذا لم يعجبهم مجلس الشعب القادم، فإنهم قادرون على
تغييره، وإذا لم يعجبهم رئيس الجمهورية القادم، فإنهم يستطيعون تغير رئيس
الجمهورية، إذا كان لدينا ديمقراطية حقيقية".
وأضاف زويل خلال حديثه: "بنجاحنا فى عملية الانتخابات، نكون انتهينا من كل
أطياف البكتيريا، وانتهت العملية فى استئصال الورم، ونجحنا فى جعل المريض
يبدأ حياة كريمة، ويبدأ فى عملية الإنتاج".
وأكد زويل، على أنه بعد نجاحنا فى إتمام العملية الانتخابية بنجاح والعبور
إلى الحياة الديمقراطية من خلال اختيار مجلس شعب على أساس سليم، ستظل هناك
مشكلة قائمة، كاشفاً عنها بقوله: "بعد نجاح الانتخابات، نكون قضينا على
البكتيريا، لكننا مازلنا لم ننجح فى تغيير العقل والفكر، فلمدة 30 سنة كان
التعليم والتفكير جزءا أساسيا من الحياة المصرية، وبالتالى لا يمكن تغيير
الفكر إلا بالعلم والبحث العلمي، ولا أرى طرق أخرى لتغيير مصر، إلا إذا
تجمع الشعب المصرى بالكامل حول مشروع قومى".
وفى حديثه عن تاريخ الحضارة المصرية الممتدة منذ 6 آلاف عام، قال زويل:
"هناك 4240 سنة قبل الميلاد، كانت هذه البلد أول من عرّف بدقة معنى الزمن،
وهو أساس التقويم الزمنى حتى وقتنا هذا، وكان لى الشرف بعد 6000 سنة، أن
أكون مشتركا فى تقسيم الزمن، حيث قمنا بتقسيم الثانية إلى مليون من البليون
من الثانية، لرؤية بعض التفاعلات التى تحدث فى الطبيعة".
وسرد زويل عصور الحضارة المصرية، وأبرز الشخصيات فى كل عصر، التى كانت لها
نظريات وتجارب، والتى استفاد منها الغرب، فى النهضة العلمية والصناعية،
خصوصا الحسن بن الهيثم الذى عاش فى مصر فى زمن الحضارة الإسلامية، والذى
ساهمت نظريته فى وجود علم"التصوير" الموجود فى العالم الآن.
وأسهب زويل فى الحديث عن تاريخ مصر الحديث، الذى بدأ بتولى محمد على حكم
مصر، وكيف استطاع الوالى الأمى، النهوض بمصر، لا لشىء سوى أنه عرف قدر
العلم فى الوصول إلى التقدم ونهضة الأمم، حيث قال: "كان لدينا رفاعة
الطهطاوى، والشيخ محمد عبده، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وفى
الفن أم كلثوم وعبد الوهاب، وفى العلم، الدكتور مصطفى مشرفة، والدكتور أحمد
مصطفى، كما أنه كانت هناك مؤسسات عريقة، فجامعة القاهرة يمتد تاريخها
لأكثر من100 عام، ومؤسسة الأهرام من أكبر المؤسسات فى مجال الطباعة، وعلى
مستوى السينما، كنا روادا فى صناعة السينما والمسرح، كل هذا جاء نتيجة لما
عمله محمد على، لأنه تفهم دور العلم الأساسى فى النهضة، على الرغم من أنه
كان أميا".
وتحدث زويل عن عصره وجيله قائلاً: "أما عن جيلى، فنحن جئنا بعد ثورة 52،
وكنا نحلم ببناء السد العالى، وبناء صناعات ضخمة، مثل الحديد والصلب،
والمفاعل النووى، والتعليم لم يكن سيئاً ونحن تعلمنا جيداً فى مصر".
وعن دور مصر الريادى قال العالم المصرى الكبير: "كنا قوة عظيمة فى المنطقة،
ولكن لا يمكن أن ننسى هزيمة 67، وأعلم جيدا الكسرة والنكسة التى أصابتنا،
ولكن عظمة مصر، أننا فى 6 سنوات، انتصرنا فى حرب عظيمة، هى حرب أكتوبر
1973".
وفى معرض حديثه عن المشروع النهضوى لمصر قال زويل: "لابد من النهوض
بالمشروع القومى، ولابد من الخروج من حالة الثورة إلى حالة النهضة، وذلك من
خلال ثلاثة أشياء، أولا الحكم الرشيد، فلابد من إنشاء المؤسسات
الديمقراطية الحقيقة فى مصر، ونتحد على أن نساعدها على النجاح، ثانياً
النهضة العلمية، فلا يمكن أن ندخل بوابة القرن الواحد والعشرين من غير أن
نصنع نهضة علمية بحثا علميا، ثالثا المجتمع المصرى، فلابد من استخدام الطرق
الحديثة فى عملية تحديث الإعلام والثقافة".
وتسائل زويل، لماذا نريد عمل نهضة علمية؟.. مشيرا إلى أن هناك من يقول إن
مصر بلد فقير لا يمكنه عمل أبحاث علمية، مؤكدا أن البحث العلمى الذى أدى
إلى اكتشاف الإلكترون فى القرن ال19، هو الأساس للكمبيوتر والترانزيستور
الموجدين الآن، وأنه يقدر إنتاج العالم المعرفى الآن نتيجة هذا الاكتشاف،
ب70% من إنتاج العالم الاقتصادى.
وفى معرض حديثه عن مشروعه العلمى (مدينة زويل للعلوم) قال كبير العلماء
العرب: "كى نبنى مشروعا بهذا الحجم وبهذا التعقيد، لابد من وجود ما أسميه
بالثلاثية التركيبية، وهى التركيبة الأكاديمية، والتركيبة القانونية،
والتركيبة المادية، والجامعة لن تستوعب أكثر من 5 آلاف طالب".
وعن ماهية وطبيعة العلوم التى ستدرسها الجامعة والمعاهد العلمية والبحثية
الملحقة بها، أشار زويل بقوله: "أمثلة لبعض هذه المعاهد، معاهد العلوم
الطبية، فلا يمكن لبلد مثل مصر، مليئة بالمشاكل الصحية، ألا يكون لديها
أفضل ما توصل إليه العلم فى العلوم الطبية، كما أنه سيكون لدينا معاهد فى
علوم النانو، كما أن لدينا معاهد متخصصة فى العمل داخل الخلية، كى نعرف
ماذا يحدث بداخلها بأحدث ما توصل إليه العلم، ولا يمكن لبلد مثل مصر تكون
فيها الطاقة الشمسية موجودة طوال اليوم، ولا يوجد لدينا أحدث ما توصل إليه
العلم فى الطاقة".
وأبدى زويل بعض الملاحظات على هذا المشروع قائلاً: "لدى بعض الملاحظات،
أولا هذا المشروع ليس عملية تعليم فقط، إنما تعليم وإنتاج ومعرفة، وهدفنا
رفع الإنتاج المصرى، وبالتالى التواجد على خريطة العالم، ثانيا، وجود مراكز
علمية متميزة، لا يعنى إلغاء المراكز والجامعات الأخرى، ولكننا سنتفاعل
معها لتنهض مصر، ثالثا، هذا المشروع ليس فيه ربح وبالتالى لن ينجح إلا إذا
اشترك فيه كل المصريين".
واختتم زويل خطابه قائلاً: "مصر تستطيع أن تبنى مجدها بالعلم والبناء
والعمل، إذا كنا قد بنينا الأهرام فإننا نستطيع بناء مشروع قومى عظيم، أنا
على يقين تام وتفاؤل بأن مصر ستعود إلى ما كانت عليه، فمصر التى كانت مهد
الحضارات، ولابد أن تنهض مرة أخرى، ولابد من الوحدة الوطنية للنهوض بمصر".
حوار: "على شرف الدكتور زويل فى برنامج ستديو 27".
الضيوف:
المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.
العالم المصرى الدكتور أحمد زويل.
الجراح المصرى العالمى الدكتور مجدى يعقوب.
فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية.
الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى.
الدكتور مصطفى النجار الناشط السياسى، ووكيل مؤسسى حزب العدل.
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، إنه ثبت أن أى إنتاج للعمل
يحتاج إلى انتماء، والانتماء إلى الوطن شىء ضرورى، مشيراً إلى أن كل العالم
استغل روح الثورة المصرية، ماعدا مصر، لافتا أنه لابد من وجود وحدة وطنية،
ليس فى الدين فقط، ولكن بيننا وبين بعض، وذلك لنهضة مصر.
من جانبه قال الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب العالمى، إن المرض الموجود
بطريقة ضخمة جدا فى مصر، هو أننا نفكر كثيرا فى الماضى، ولا نفكر فى
مستقبلنا، وأن أسباب الشعور بالألم، هو أن الناس تشعر بحالة من التوهان،
لافتا إلى أنه خائف على مصر، أن تعود مرة أخرى إلى الوراء.
وفى ذات السياق، قال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، إنه هناك
دائما خط رفيع بين القلق الذى يراه مشروعا وبين الخوف الذى يمكن أن يشل
حركتنا إلى المستقبل، مشيرا إلى أن القلق شىء لابد منه، كى يكون دافعا لنا
إلى المستقبل، وأن الأمل الفصيح جزء من لايتجزأ من المجتمع، كى يسير بنا
إلى العمل الصحيح.
من جانبه قال الدكتور أحمد زويل، كبير العلماء العرب، أنه كان من المستغرب
بالنسبة له، أن تنشأ فى مصر مدينة للإنتاج الإعلامى، ولا ننشئ مدينة لإنتاج
العلوم، مشيرا إلى عدم اعتراضه على إنشاء مدينة للإعلام، ولكن من المهم
جدا أن ننشئ مدينة للعلوم أيضاَ، ولفت زويل إلى أن العلم هو الوسيلة
الوحيدة لرفعة شأن مصر، مضيفاً أنه مقتنع بأن هذه البلد سوف ينجح ويتقدم،
لافتا إلى أنه من خلال لقاءاته بالمشير طنطاوى والفريق عنان، يشعر بأن هناك
حماسا من جانب القيادة السياسية، لإتمام هذا المشروع القومى والنهضوى
بالنسبة لمصر.
وفى سياق الحديث، قالت المستشارة تهانى الجبالى، إنها سعيدة جدا بخطاب
الدكتور زويل، وأن هذا الحوار يذكرها بـ"مفاتيح العمران"، الذى كتبها
العالم العربى ابن خلدون، لافتة إلى أن مفاتيح العمران فى أى مجتمع تكمن فى
احترام العقل والتفكير، والعمل بضمير، وأن تكون سلطة القانون هى التى تحكم
كل الظواهر فى المجتمع.
وفى ذات الشأن قال الدكتور مصطفى النجار، وكيل مؤسسى حزب العدل، إنه متفائل
جدا، وأنه كلما شعر بالقلق على مستقبل مصر، يعود للماضى ويقارن بين مصر
قبل وبعد الثورة، لافتا إلى أن مصر قد تتعثر ولكنها لا تموت، مؤكدا على أن
هناك حالة من القلق والخوف لدى الناس، ولكنه يمتلك اليقين أن مصر ستكمل إلى
الأمام فى إطار سنة التدرج.